على غرار آيا صوفيا: مساجد وكنائس تمّ تحويل صبغتها عبر التاريخ
بعد نحو 9 عقود من تحويلها إلى متحف من قبل مصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديدثة، تعود كاتدرائية آيا صوفيا أحد أشهر معالم اسطنبول لتستخدم كمسجد مجددا بعد أن أبطلت محكمة تركية يوم الجمعة الماضي قرارا حكوميا يعود إلى عام 1934 ويقضي بتحويل آيا صوفيا إلى متحف.
تمّ تشييد الكاتدرائية، المصنفة تراثا عالميا من قبل اليونسكو، من قبل البيزنطيين في القرن السادس وكان يتم فيها تتويج أباطرتهم.
وجرى تحويل هذا المعلم إلى مسجد عقب سيطرة العثمانيين على القسطنطينية عام 1453.
تحويل صبغة هذا المعلم الديني ليست الأولى في التاريخ، إذ شهد العالم على مرّ القرون الماضية عمليات تغيير لصبغة عدد من دور العبادة ليتم تحويلها من كنائس إلى مساجد أو العكس.
جامع كتشاوة بالجزائر
ففي الجزائر حوّل الفرنسيون بعد عام من بدء استعمارهم لهذا البلد جامع كتشاوة الذي تمّ تشييده في حوالي عام 1612 ووسّع في 1794، ما جعله أحد أكبر مساجد البلاد حينها، إلى كنيسة كاثوليكية باسم سانت فيليب، ونظّم أول قداس في المعلم في 24 ديسمبر 1832.
وفي عام 1838، حول الصرح إلى كاتدرائية العاصمة وتمت توسعته عبر إزالة أغلب أجزاء الجامع القديم.
وعند استقلال الجزائر عام 1962، تمّ تحويل المعلم إلى مسجد مرة أخرى، وأقيمت فيه أول صلاة جمعة بعد 130 عاما. وجرى منذ ذلك الحين تجديده بتمويل تركي.
مسجد السليمية في شمال نيقوسيا في الأصل كاتدرائية
كان مسجد السليمية في شمال نيقوسيا في الأصل كاتدرائية تحمل اسم آيا صوفيا، وقد شيّدها بناؤون فرنسيون رافقوا الصليبيين.
بني المعلم في القرن الثالث عشر خلال حكم سلاسة لوزينيان في الجزيرة الواقعة شرق المتوسط.
حوّلت الكاتدرائية إلى مسجد عقب سيطرة العثمانيين على نيقوسيا عام 1570.
بدورها، بنيت كاتدرائية سانت نيكولاس في مدينة فاماغوستا شمال الجزيرة في القرن الرابع عشر خلال حقبة لوزينيان، وهي أبرز مثال للهندسة القوطية في قبرص.
جرى تحويلها إلى مسجد باسم لالا مصطفى باشا مع سيطرة الإمبراطورية العثمانية على المدينة الساحلية عام 1571.
مسجد العطارين في الإسكندرية
كان مسجد العطارين في مدينة الإسكندرية كنيسة تعود إلى عام 370 وتحمل اسم القديس أثناثيوس، وهو وجه مهم في الكنيسة القبطية الأرثودكسية.
حول المعلم الديني إلى مسجد مع وصول المسلمين في القرن السابع، وسمي نسبة إلى موقعه في سوق البهارات القديم في الإسكندرية.
خلال حملة نابوليون، اعتقد مستكشفون أن الإسكندر الأكبر مدفون داخل المسجد في تابوت أخضر.
جدد الصرح عدة مرات خلال الحقبة العثمانية، وفتح إلى العموم منذ أحدث ترميم له عام 1976.
مسجد العمري في لبنان
كان يوجد في موقع المسجد العمري الكبير وسط بيروت معبد روماني أو حمامات، قبل أن يبني البيزنطيون كنيسة هناك.
عقب مجيء المسلمين، جرى تحويله إلى مسجد يحمل اسم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.
لكن عند سيطرة الصليبيين الفرنجة على بيروت بداية القرن الثاني عشر، حولوا المسجد إلى كنيسة، قبل أن يعيد صلاح الدين الأيوبي السيطرة على المدينة عام 1187 ويحول المعلم إلى مسجد مرة أخرى.
سيطر الصليبيون على بيروت من جديد عام 1197، وحولوا المعلم إلى كاتدرائية. أخيرا، بسط المماليك سيطرتهم على المدينة في 1291 وأعادوه إلى مسجد، وبقي الأمر على ما هو عليه منذ ذلك الحين.
فلسطين
تعكس المساجد في مدينة نابلس بالضفة الغربية تاريخها طوال الحقبتين البيزنطية والإسلامية، الحملات الصليبية والحقبة المملوكية.
يرتبط عدد منها باليهودية والمسيحية المبكرة، على غرار جامع الخضراء الذي صار معلما إسلاميا منذ 1187 بعد أن كان كنيسة خلال الحملات الصليبية.
أما الجامع الصلاحي الكبير في المدينة فقد كان كنيسة بناها الإمبراطور جوستينيان الأول في القرن السادس.
عام 1186، حُوّل الصرح إلى مسجد من طرف الأيوبيين عقب سيطرة صلاح الدين الأيوبي على المنطقة.
جامع قرطبة تحول إلى كنيسة بعد سيطرة المسيحيين على المدينة سنة 1236
كان جامع قرطبة، المعروف باسم ميزكيتا، في منطقة الأندلس جنوب إسبانيا، أقدس موقع ديني إسلامي في الغرب خلال فترة حكم الأمويين في القرنين العاشر والحادي عشر.
حوّل المعلم إلى كنيسة كاثوليكية منذ سيطرة المسيحيين على المدينة عام 1236، ثم شيّدت كاتدرائية داخل الموقع.
يعتبر المعلم أحد أبرز أمثلة الهندسة الأندلسية، وأضيف المسجد-الكاتدرائية إلى لائحة اليونيسكو للتراث العالمي عام 1984.
الجامع الأموي في دمشق بني في موقع معبد جوبيتير
يعتبر الجامع الأموي في المدينة القديمة بدمشق أحد أقدس المواقع الإسلامية. وقد بني في موقع معبد لجوبيتر حوّله الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول إلى كنيسة في القرن الرابع.
صار المعلم جامعا في القرن السابع، وهو يحوي ضريح يوحنا المعمدان.